الفيضة التجانية أوالفيضة الإبراهيمية شكلت تحولا ومنعطفا حاسما في
مسار طريقتنا التجانية لأنها حقق الله بها الحقائق الربانية في قلوب
اصفيائه وأنار بها الهدف من الطريقة إذ "الطريق إلى شيء" كما قال صاحب
هذه الفيضة الذي به "الخلافة تطلق" مولانا الشيخ ابراهيم نياس.
لقد كان ظهورهذه الفيضة في العشرينات من
القرن العشرين تحققا للبشرى التي جاء الوعد بها من شيخنا وممدنا في دار دنيانا
الشيخ سيد ى احمد التجاني الذي وعد بفيضة تقوم على يد "رجل من الطائفة لا
يعرف في الدنيا ولا في الآخرة" حتى يدخل الناس في الطريقة أفواجا أفواجا..
هكذا حصل على يد الشيخ ابراهيم نياس الذي لم
تفتأ فيضته التجانية في ازدياد ولن تنفك مستمرة باستمرار الطائفة القائمة على
الحق، التي لا يضرها من عاداها ولا من خذلها إلى يوم القيامة.
رواج الكتاب
جاء كتاب "كاشف الإلباس عن فيضة الختم
أبي العباس" في السنوات الأولى لظهور الفيضة ليبرز فيه صاحبها أصلها
وحقيقتها، بل أصل التصوف عموما عن طريق أقوال العلماء وأئمة التصوف والطريقة
التجانية.
ولقد لقي هذا الكتاب رواجا كبيرا–قديما
وحديثا- حيث أنه أعيد طبعه عدة مرات؛ فقد طبع أول مرة على نفقة الشريف الفاسي محمد
أبو طالب الذي أعاد طبعه قبل أن يطبع على نفقة الحاج أحمد رفاعي الكتبي من نيجيريا
وطبع في السنوات الأخيرة مرات على نفقة أبناء وأحفاد المؤلف.
كان الفراغ من تأليف هذا الكتاب في ال 8 من المحرم الحرام عام 1351هـ ببلدة كوس، وهي البلدة
التي انطلقت منها الفيضة وشهدت ميلاد أعظم حركة إلهية في القرن العشرين، فعم فيها
الفيض مريدي هذا الشيخ الذي لما يبلغ حينها الثلاثين من العمر.. وقبل ذلك بفترة
وجيزة قال في نظمه المسمى "روح الأدب":
ولا يغرنك في حفظ النظم ***** كوني ابن عشرين
في بلاد العجم
نجم عن الاقبال على هذه الحركة في مستهلها
فتح وفيوضات أدت بالبعض إلى الموت حيث قال عنهم
الشيخ حينها: "قتلهم الوارد المحمدي"، وأرض كوس تحمل في بطنها العديد من
العارفين الذي انطلقت بهم الحركة وماتوا في عنفوانها.
لكن أحوال الفيضة ما لبثت أن تركزت واستقرت
وأمن أصحابها مما وجده السابقون بما تجدد من تمكن في الأحوال والفيوضات، خاصة بعد
تأليف الشيخ لكتابه "كاشف الإلباس" الذي جاء بالحجج البالغة والبراهين
الدامغة شريعة وطريقة على أن هذه الفيضة هي التي ورد التبشير بها من قبل ، وأنها
مستمدة من الكتاب والسنة لا تحيد عن منهج القوم قيد أنملة.