Ads 468x60px

أقسام المدونة

الأربعاء، 17 يوليو 2013

نشر تفسير الشيخ إبراهيم انياس إنجاز عظيم وتجديد في المسار



 
يعتبر تفسير الشيخ إبراهيم نياس للقرآن الكريم أهم مرجع للمنتمين للفيضة التيجانية الإبراهيمية، يأخذون منه أحكام الشريعة وسلوك الطريقة ومعارف الحقيقة.. يأخذون منه العلوم الغزيرة والفهوم العميقة، فهو تفسير لكتاب الله {الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}..
هذا القرآن الكريم الذي يفسر نقلا وعقلا، فقد سئل علي كرم الله وجهه "هل عندكم كتاب خصكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم آل البيت؟ قال: لا إلا كتاب الله أو فهم فيه أعطيه رجل مسلم".
وقد عرف عن الشيخ إبراهيم انياس اهتمامه الكبير بالقرآن الكريم بالمداومة على  تلاوته ليلا ونهارا، وتحفيظه للأولاد ذكورا وإناثا، وتفسيره للأصحاب والمريدين.
وقام الشيخ بتفسير القرآن عدة مرات باللغة العربية وباللغة المحلية، لكن تفسيره الأخير في سنة 1383هـ (1964)، هو الذي أمكن تسجيله وتداوله..
ودأب مريدو الشيخ على اقتناء أشرطة هذا التفسير، باعتبارها تحفا نادرة لا تقدر بثمن.. ومع مرور الزمن أصبح هذا الكنز الثمين في خطر، على الرغم من استخدام كل التقنيات الحديثة لتصفية الصوت وتخزينه.
ومنذ ارتحال الشيخ عن هذا الوجود في سنة 1975 فكر بل حاول العديد من أبناء الفيضة كتابة هذا التفسير وطباعته... لكن صعوبات كثيرة أدت إلى تعثر غالبية هذه المحاولات..
وقد وفق الله أخي وصديقي السيد الفاضل/ محمد بن الشيخ عبد الله لإنجاز هذا المشروع الضخم، وشرفه الله بهذا العمل العظيم الذي نال به قصب السبق في هذا الميدان..
فبصبره وقوة إرادته، وبمؤهلاته العلمية المشهودة، وبصدقه الفذ في جناب الشيخ، استطاع السيد محمد بن الشيخ عبد الله أن يقدم هذه الخدمة الجلي لأبناء الفيضة بل وللمسلمين عموما.
لقد بدأ هذا العمل منذ سنة 1975.. وهكذا فقد واصله أكثر من ثلاثة عقود، ونجح في أن يذلل كل الصعوبات التي كانت تحول دون نشر هذا التفسير..
وما قام به هو عمل استراتيجي بالنسبة لمسار الفيضة وشكل تجديدا لهذا النهج الذي رسمه الشيخ إبراهيم نياس، ونجد أن نشر هذا التفسير قد بعث روحا جديدة في المنتمين لهذا السلك.
جزي الله خيرا أخانا محمد بن الشيخ عبد الله وتقبل الله منه هذا العمل خالصا لوجه الله تبارك وتعالى.

كيف ظهر هذا التفسير؟
بتواضعه المعهود وصدقه وزهده فاجأنا السيد محمد بن الشيخ عبد الله في الفصل الأول من سنة 2010، بتوزيع تفسير الشيخ إبراهيم انياس في ست مجلدات تحوي ما مجموعه (2351) صفحة، تحت عنوان : "في رياض التفسير للقرآن الكريم" بطباعة جيدة على ورق ناصع وبإخراج مناسب وتجليد فاخر أي بشكل ممتاز.
أما المضمون فقد كتب السيد محمد بن الشيخ عبد الله مقدمة رائعة تحدث فيها عن الشيخ إبراهيم انياس.. حياته ومواقفه ودعوته مركزا على اهتمامه بالقرآن الكريم، ثم استعرض المؤلف كيفية كتابته لهذا التفسير، وأورد الإذن الذي حصل عليه من سيدي الحاج عبد الله بن الشيخ إبراهيم انياس ثم تجديده ذلك الإذن من سيدي الحاج أحمدو بن الشيخ إبراهيم انياس وتشجيعهما له على هذه الخدمة، وختم التقديم بمنهجية العمل وفكرة التخريج والتحقيق.
وأوضح المحققان وهما الشابان الرابحان أحمدو بن الشيخ عبد الله والشيخ باي بن أحمد منهجيتهما في التحقيق..
وجاء ترتيب هذا التفسير حسب دروس مرقمة من الدرس الأول إلى الدرس السادس والخمسون، تماما كما كان الشيخ إبراهيم انياس يلقيها.
وتميز المضمون بالأمانة والدقة في النقل، والحرص على خلوه من الأخطاء المطبعية التي قل أن يسلم منها مطبوع، وجاءت الهوامش في غاية الأهمية.
ولا يدرك صعوبة إنجاز هذا العمل الضخم  إلا من سبق له أن سهر الليالي الطوال في النقل كتابة من "الكاسيت" التي قد تكون خافتة أو مشوشة.. إلى غير ذلك.. ولا يدرك صعوبته كذلك إلا من سهر الليالي وهو يصحح ويعيد التصحيح لمطبوع يحرص على إخراجه سليما.. ولا يدرك صعوبته إلا من عكف أياما وليالي على الكتب وهو يبحث عن معلومة مهمة قد يقرأ من أجل العثور عليها مئات الصفحات.. ولكن عند الصباح يحمد القوم السرى...
لقد كان عملا ممتعا -كما وصفه السيد محمد بن الشيخ عبد الله- على الرغم من متاعبه.
ولقد كان نشر هذا التفسير مفاجأة سارة بالنسبة لكل مريدي الشيخ إبراهيم انياس بل ولكل التيجانيين وكافة المسلمين، فهنيئا للسيد محمد بن الشيخ عبد الله ولأهل الفيضة عموما.
ومرة أخرى ترون عجبا        من فيض ذا الختم إمام النجبا

من أجل استفادة أفضل:
عندما حصلت على هذا الكتاب النفيس، هدية من أخي محمد بن الشيخ عبد الله بدأت قراءته بصورة متأنية وكنت "أقفف " (اكتب كلمة قف) على كل أمر منه للتنبيه، ووجدت أنني "أقفف" تارة على أعلى الصفحة ووسطهما وأسفلها لأن التفسير كله ملفت للانتباه.
وحينما أكملت قراءتي الأولى بدأت في إعداد فهرسة لما "قففت" عليه، وفي كل مرة اكتشف من الدرر ما لم أكتشفه في قراءتي الأولى.. وفي كل مرة كذلك أتوجه إلى الله العليم الخبير أن يوفقني لحفظ القرآن الكريم وأن يعطيني فهما فيه وأن يرزقني استيعاب العلوم المبثوثة في هذا التفسير وفهمها وحفظها..
بعد إعدادي فهرسة لمحتويات كل جزء، بدأت محاولة جمع كل موضوع على حدة.. كل ذلك من أجل استفادة أكثر من هذا التفسير، وتسهيل استيعاب ما يحويه من علوم ومعارف تحيي بها القلوب وتزداد بها الفهوم..
قمت بعد ذلك برصد الكثير من المواضيع التي يمكن جمعها من خلال التفسير لتشكل بحوثا قيمة يتناول كل واحد منها موضوعا معينا مما يسهل الاستفادة منه.
ومن هذه المواضيع على سبيل المثال لا الحصر: محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضلية نبينا عليه الصلاة والسلام، فضل القرآن الكريم، الإشارات العرفانية، الولاية والخلافة عن الله، الزهد وحكايات الصالحين، فضل العلم، الفتاوي والأحكام الفقهية، الفوائد والحكم.. وغير ذلك كثير.
وآمل أن يوفق الله الباحثين من أبناء الفيضة وغيرهم في القيام بهذا العمل الذي سيكون مكملا للعمل الأساسي الذي قام به السيد محمد بن الشيخ عبد الله.
والله الموفق

محمد الحافظ بن محم

2 التعليقات: