Ads 468x60px

أقسام المدونة

الجمعة، 30 نوفمبر 2012

الأعداد الخاصة لجريدة "الشعب": جهد إضافي متميز لإبراز الوجه المشرق لموريتانيا

منذ انطلاقتها في فاتح يوليو 1975 وحتى اليوم، دأبت جريدة "الشعب" اليومية على إصدار أعداد خاصة بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني في إل 28 نوفمبر من كل عام، وذلك على الرغم من تعاقب أنظمة وإدارات مختلفة (8 رؤساء دولة و 17 مدير للنشر).. اعتبروا أن الاحتفال بالاستقلال الوطني من الثوابت مثله في ذلك مثل شعار الدولة (شرف- إخاء- عدالة) وعلمها الوطني بلونه الأزرق وهلاله ونجمته الصفراء.. أما النشيد الوطني واسم الدولة فقد ظلا مثار جدل، بينما تم تعديل الدستور مرات عديدة..

الذكرى الخامسة عشرة للاستقلال
تزامنت انطلاقة جريدة "الشعب" اليومية مع الذكرى الخامسة عشرة للاستقلال الوطني التي شهدت احتفالات كبيرة تم التحضير لها مبكرا، إلا أن اندلاع حرب الصحراء اثر سلبا على هذه التظاهرات.
ونجد  أن جريدة "الشعب" قد بدأت منذ الأسبوع الأول من نوفمبر 1975 نشر تحقيقات ومقالات وتقارير بالمناسبة خصصت لها إحدى صفحاته الستة يوميا، كتب في تروستها "خاص بعيد الاستقلال الوطني"، وبدأت نشر الإعلانات قبل أسبوع من الذكرى، بل إن رئيس الجمهورية المرحوم المختار ولد داداه ألقى خطابه بمناسبة الاستقلال يوم 20 نوفمبر 1975 أمام الجمعية الوطنية، ونشرت جريدة "الشعب" عرضا عن هذا الخطاب في عدد الـ21 نوفمبر، وواصلت نشره في الأعداد الموالية بمعدل صفحة كل يوم.
واستحوذت أخبار التدشينات والإعلانات على الأعداد الصادرة أيام 26 و 27 و 28 نوفمبر التي شهدت زيادة في الصفحات لتصبح 8 صفحات بدل 6 صفحات.
أما العدد الخاص فقد صدر يوم إل 29 نوفمبر 1975، بما نشيت باللون الأزرق كتب فيها : "الذكرى الخامسة عشرة للاستقلال: 5000 شخص في الاستعراضات "، وبلغت صفحات هذا العدد 12 صفحة، وحوي تقارير إخبارية عن الاحتفالات وإعلانات.. وتواصل نشر تقارير عن نشاطات الاستقلال في الأعداد الموالية.
هذه الاحتفالات التي جرت في ذكرى الاستقلال عام 1975 تم التحضير لها من طرف لجنة وطنية برئاسة السيد صال عبد العزيز، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الموريتاني ورئيس الجمعية الوطنية.. ودعيت لحضورها 300 شخصية أجنبية وصدرت فيها كتب للتعريف بموريتانيا تمت طباعتها في تونس، ودشنت فيها منشآت وطنية منها: المعرض الوطني، محطة كهربائية في نواكشوط، الشركة الموريتانية لخياطة الملابس، شركة المشروبات الموريتانية ، المركز الوطني للوقاية الصحية ،الملعب الرياضي بلكصر.. وغيرها..
لقد جرت العادة منذ السنوات الأولى للاستقلال أن يتم الاحتفال بذكرى الاستقلال كل خمس سنوات بشكل متميز على أن يخلد في السنوات الأخرى  بتظاهرات عادية (مسيرة حملة المشاغل، رفع العلم الوطني، خطاب لرئيس الدولة، إنزال المظلين، توشيح بعض الشخصيات، عدد خاص من جريدة "الشعب" تغطية شاملة من طرف الإذاعة الوطنية والتلفزة الوطنية.
وكانت سنة 1975 من السنوات التي جرت فيها احتفالات ذكرى الاستقلال بشكل متميز، لكن طبول الحرب التي بدأت تدق شوشت على هذه الاحتفالات.
وظهر ذلك جليا من خلال صفحات جريدة "الشعب" التي منحت الأولوية في الأخبار والتعليقات لقضية الصحراء (استقبال الوفود القادمة من واد الذهب، وتصريحات المسؤولين بشأن التوحيد الوطني، والحملات الإعلامية والدبلوماسية لشرح الموقف الموريتاني..).

خمسينية الاستقلال الوطني
واصلت جريدة "الشعب" منذ 1975 وحتى الآن، تخليد ذكرى الاستقلال الوطني بإصدار أعداد خاصة اختلفت من حيث الحجم والمحتوى والإخراج واتفقت في تمجيدها للاستقلال والإشادة بما تحقق من مكاسب لترسيخ ما يطمح إليه شعبنا من عزة وكرامة.
وقد رأينا كيف خلدت جريدة "الشعب" الذكرى الخامسة عشرة للاستقلال الوطني، وسنرى كيف خلدت الذكرى الخمسين للاستقلال (نوفمبر 2010 ) ، بعد مرور 35 سنة على انطلاقتها..
تم الاحتفال بذكرى الاستقلال في سنة 2010 بشكل متميز لأنها الذكرى الخمسين للاستقلال؛فمنذ فاتح نوفمبر وطيلة الشهر اثبت في الصفحة الأولى رمز خمسينية الاستقلال (خريطة موريتانيا ووسطها الرقم 50).
ومنذ بداية الشهر خصصت صفحة يومية لمواد هذه الذكرى حوت في اغلب الأيام مقابلات مع شخصيات عايشت الاستقلال الوطني نذكر منهم السادة :  محمد سعيد بن  همدي، كامرا صيدو بوبو، مولاي، محمد ولد مولاي ادخيل، اليسع ولد اسويد احمد، احمد بابه ولد احمد مسكه، محمد خونا ولد هيداله، ديدي ولد اسويدي، مريم داداه، كان يحي، بيجل ولد اهميد، الرشيد ولد صالح، بمب ولد سيدي بادي، حمدن ولد التاه، منتاته بنت احديد، سيدي ولد الداهي...
وقد بدأت تدشينات المشاريع والمنشآت العمومية منذ إل 22 نوفمبر وتواصلت إلى يوم الاستقلال، واشرف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على بعض هذه التدشينات مثل: المنشآت العمرانية في مقاطعة اظهر، ووضع الحجر الأساس لمدينة ترمسه بالحوض الغربي، ومنشآت حيوية في مدينة نواذيبو، وشارع المقاومة بنواكشوط، ومجمع منشآت آفطوط الساحلي، ومدينة رباط البحر، ووحدة العلاج بالأشعة .وألقى رئيس الجمهورية خطابا بالمناسبة ليلة ذكرى الاستقلال.
صدر العدد الخاص لجريدة "الشعب" يوم إل 28 نوفمبر 2010، وبلغت صفحاته 52 صفحة، وحوى ملفات تغطي العديد من أوجه الحياة الوطنية، ومقابلات لبعض الشخصيات السامية ومقالات لعدد من الكتاب، علاوة على تقارير إخبارية عن نشاطات الاستقلال وعدد من الصفحات الإعلانية.
وجاء العدد الموالي الصادر يوم 29 نوفمبر مكملا للعدد الخاص، وبلغت صفحاته 28 صفحة... ويمكن ملاحظة رمزية عدد الصفحات في هذين العددين فالأول 52 صفحة هي اقرب الأعداد الممكنة للعدد 50 الذي هو عدد الذكرى، فمن الناحية الفنية لا يمكن لعدد الصفحات إلا أن يكون قابلا للقسمة على أربعة، وعدد 50 غير قابل لهذه القسمة.
أما عدد الصفحات في العدد الثاني المكمل للعدد الخاص فهو 28 صفحة، وذكرى الاستقلال 28 نوفمبر؛ فالأول يرمز لتسلسل الذكرى والثاني يرمز ليوم الاستقلال.
الاستنفار العام
ومن اجل إصدار هذه الأعداد الخاصة، فإن تعبئة طاقم جريدة "الشعب" تبدأ قبل مستهل شهر نوفمبر، خاصة في الذكريات المتميزة، لكنها في الأسبوع الذي يسبق يوم الاستقلال تأخذ طابع الاستنفار العام، خاصة في صفوف المحررين والفنيين، فالسهر متواصل والفرق تعمل ليل نهار في المطبعة تارة وفي مقر الجريدة طورا، لأن تحضير هذا العدد الخاص يتزامن مع إصدار العدد اليومي للجريدة.
ولا شك أن طاقم جريدة "الشعب" يعيش أصعب فترات عمله سنويا في ذكرى الاستقلال وهناك عوامل تخفف في العادة من صعوبة العمل في هذه الظروف، وأولها التخطيط المبكر للعدد الخاص، وثانيها المستلزمات التي توفرها الإدارة العامة للمؤسسة لهؤلاء العمال في مثل هذه الظروف (وجبات، أشربة، تشجيعات..).
كما أن شعور هذا الطاقم بأنه يؤدي الواجب يعين على تحمل المشقة ويخفف من هذه المتاعب التي هي في النهاية "متاعب لذيذة".
تساهم جريدة الشعب منذ (37) سنة في مسيرة بناء موريتانيا كدولة مستقلة، وهي السجل الوحيد المكتوب الذي واكب في هذه الفترة بشكل يومي الأحداث الوطنية، لكنها من خلال أعدادها الخاصة تقدم جهدا إضافيا متميزا لإبراز الوجه المشرق لموريتانيا.

محمد الحافظ ولد محم

0 التعليقات:

إرسال تعليق