Ads 468x60px

أقسام المدونة

الجمعة، 3 مايو 2013

رحلتي إلى "عين ماضي": هيبة وجلال وصفاء وطمأنينة


مدينة "عين ماضي" الجزائرية  مدينة  تاريخية تتميز بكونها محل ميلاد الشيخ سيدي احمد التجاني القطب المكتوم والخاتم المحمدي المعلوم سبط الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام مؤسس الطريقة التجانية التي يزيد عدد المنتسبين إليها في العالم اليوم على 400 مليون شخص والمعروفة بأنها  طريقة العلم والعلماء .
فقد ولد الشيخ سيدي احمد التجاني بهذه البلدة الطيبة المباركة في سنة 1150هـ ( حوالي 1735م ) ودرس بها القرءان الكريم والعلوم الشرعية، قبل أن ينتقل لطلب الزيادة في العلم، وفي رحلاته المتكررة نحو الحواضر الإسلامية العلمية والزوايا الصوفية ظل الشيخ يعود في كل مرة إلى عين ماضي.. قبل أن يستقر في مدينة فاس التي دفن بها رضي الله عنه فى سنة 1230 ه .
مدينة عين ماضى تقع في وسط الجزائر، على بعد حوالي  475  كلم جنوب غرب الجزائر العاصمة، يسكنها حاليا حوالي (8000) نسمة وتتوفر فيها مختلف الخدمات الضرورية لمدينة عصرية، وتقع في سهل تحيط به مرتفعات جبلية.. مناخها في الأسبوع الأول من فبراير 2013 بارد مع أن الشمس تظهر عدة ساعات..
يلمس الزائر وهو على مشارف عين ماضي أنه قد دخل جو حاضرة إسلامية روحية عريقة، ويحس بصفاء روحي وطمأنينة في قلبه وشعور بالارتياح، أو هكذا أحسست وأنا أزور هذه المدينة لأول مرة..
وإن زيارة هذه المدينة حظوة كبرى بالنسبة لأي تجاني؛ لأنها محل ميلاد الشيخ التجاني الذي نهلنا من معينه  الذي لا ينضب وتلقينا الفيوضات الإلهية بمدده وحظينا بالأسرار الربانية بفضل تمسكنا بطريقته؛فقد عاش الشيخ في عين ماضى  جل أيامه وترك فيها ذريته المباركة التي تتوارث الخلافة حتى اليوم، وبها دفن بعض السابقين في صحبته وكذلك ابناؤه الذين تعاقبوا على الخلافة من بعده .
*المدينة الروحية*
ومن المعالم الشاهدة على  المكانة المتميزة لعين ماضي مدينتها القديمة  فقد كتب على الشارع المؤدي إليها "المدينة الروحية بعين ماضي ترحب بكم"، ومن أبرز ما فيها "القصر الكبير" وحينما تدخله يأتي عن يمينك مسجد الشيخ التجاني وهو الآن جامع تقام به الصلوات وعند شمال المصلى يوجد ضريح السيد/ محمد الحبيب بن الشيخ التجاني ( المتوفى 1269 ه ) الذي هو أول خليفة من أبناء الشيخ وهو الوحيد من أبناء الشيخ الذي ترك ذكورا؛ فأخوه الأكبر السيد/ محمد الكبير ترك بنات فقط واستشهد بام عسكر عام 1242 ه في معركة مع  أمير العثمانيين على وهران  الذي أراد أن يفرض ضرائب مجحفة على أهل عين ماضي  ورفض السكان ذلك .
 ويقال إن سيدي محمد الكبير تبادل مع أمير العثمانيين على وهران 70 رسالة هي عدد الرسائل الني تبادلها سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما مع يزيد بن معاويه الملقب يزيد الفويسق .
والسيد/ محمد الحبيب هو الجد الجامع لأبناء الشيخ، وقد دفن معه عدد من أبناء الشيخ الذين تولوا الخلافة العامة من بعده ومنذ وفاة السيد محمد الحبيب تعاقب على الخلافة العامة من أبناء الشيخ السادة وهم رحمهم الله على الترتيب:
-          السيد/ احمد عمار بن السيد محمد الحبيب ولد عام 1266 ه وتوفي 1314 ه ودفن في حديقة قصر كوردان
-          السيد/  البشير بن السيد محمد الحبيب ولد عام 1265 ه وتوفي عام 1329 ه ودفن مع والده السيد محمد الحبيب
-          السيد/  علال بن السيد احمد عمار ولد عام 1285 ه وتوفي 1338 ه
-          السيد/ محمد الكبير بن السيد البشير ولد عام 1283 ه وتوفي 1350 ه
-          السيد/ محمود بن السيد البشير ولد عام 1295 ه وتوفي 1353 ه
-          السيد/ الطيب بن سيدى علال بن سيدي احمد عمارولد سنة 1312 ه وتوفي 1394 ه
-          السيد/ علي بن سيدي محمود بن سيدي البشير
-          السيد/ عبد الجبار بن سيدى محمد بن سيدى علال بن سيدي احمد عمار
-          السيد/ محمد بن سيدي محمود بن سيدي البشير
-          ويتولى الخلافة العامة حاليا سيدي/ علي العرابي التجاني أطال الله بقاءه.
وقد دفن مع السيد محمد الحبيب جل هؤلاء الخلفاء وكذلك السيدة لاله رقي بنت محمد الكبير، وكذلك ولد للسيد محمد الحبيب توفي صغيرا يسمى أحمد المكنى  ابن الحبشية..
وعن يمين المصلين في هذا المسجد توجد أضرحة أخرى من بينها ضريح السيد/ محمد الحبيب بن سيدي محمود بن سيدي البشير الذي كان يتولى الخلافة في دكار إلى جانب ابنه السيد/ زين العابدين.
وفوق ضريح السيد/ محمد الحبيب علقت رايتان كبيرتان قيل أنهما من رايات جيش الأمير عبد القادر الجزائري الذي حاصر عين ماضي فترة من الزمن، وقد دفع هاتان الرايتان للسيد/ محمد الحبيب كعربون على الصلح بينهما.
وحينما يخرج الزائر من المسجد يشاهد إشارة إلى دار الشيخ التجاني وهي دار قديمة بنيت بالحجارة ولا تزال على حالها وقد تم طلاؤها بالأبيض من الداخل.. وأمام الغرفة التي ولد فيها الشيخ التجاني كتبت عبارتان:
-          "من لا شيخ له فالشيطان شيخه"نأنين
-          "مالي في الكون سوى الرحمن والمصطفى العدناني والتجاني"
وبين المسجد والدار غرفة بلا أبواب ولا نوافذ يذكر أنها موصدة على الكناش المكتوم.. وأن المنتظر هو من سيفتحها..
وخارج القصر الكبير توجد المقبرة القديمة، وقد شعرت بداخلها كأنني في البقيع الطاهر ومدافنها تشبه مدافن البقيع تميزها حجارة عند الرأس والرجلين عند بابها  توجد غرفة بها ضريح السيد/ محمد بن عربي الدمراوي (المتوفي 1204هـ 1790م) عاش (28) سنة وخلف ابنتين وكان يرى الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي وسط هذه المقبرة ضريح دفن فيه والد ووالدة الشيخ التجاني (محمد بن مخطار ولاله عيش) وقد توفيا في سنة واحدة (1166هـ 1753م)، بسبب وباء حل بتلك البلاد في هذا التاريخ..
ودفن معهما السيد/ محمد المشري المتوفي عام 1224هـ 1810م، وهو أحد السابقين في الشيخ، وهو مؤلف كتاب "الجامع".
ودفن معهم أخ للشيخ التجاني توفي صغيرا.
*حي الخلافة العامة*
تقع هذه المعالم بالمدينة القديمة بعين ماضى ، أما الخلافة العامة فتقع في حي عصري جديد، شوارعه فسيحة ومنازله حديثة.. ويسكن فيه الخليفة العام وعدد من أبناء الشيخ التجاني.
تم تشييد هذا الحي في مكان يعرف ب"محط السلطان" وهو المكان الذي أقام فيه الأمير عبد القادر الجزائري قبل صلحه مع السيد/ محمد الحبيب.
وتتميز الخلافة العامة في هذا الحي بعدة منشآت إلى جانب مساكن أبناء الشيخ، فيوجد مسجد جامع كبير ومجهز تجهيزا جيدا دشن سنة 2005 وإلى جانبه مدرسة قرآنية..
وعلى بعد أمتار فقط توجد "إقامة عين ماضى" التي تم تدشينها سنة 2011، وهي فندق حديث مجهز تجهيزا كاملا..
ويبدو أن مدينة عين ماض تتوسع في هذا الحي الذي تنشط به حركة العمران وتشاهد فيه ورشات متعددة للبناء..
*الرحلة إلى عين ماض*
جاءت رحلتنا إلى عين ماضى  بمناسبة وفاة المغفور له الشريف سيدي محمد البودالي بن سيدى احميده بن سيدى علال بن   سيدي احمد عمار بن سيدى محمد الحبيب بن سيدنا الشيخ التجانى  الذي انتقلت روحه الطاهرة إلى باريها يوم الثلاثاء 24 ربيع الاول 1434هـ الموافق الثلاثاء 5 فبراير 2013 في انواكشوط، بعد معاناة من  المرض.
وسيدي محمد البودالي من أوائل الشرفاء أبناء الشيخ التجاني الذين اختاروا المقام في موريتانيا وامتزجوا بأحبائهم هنا نسبا وصهرا فخلف رحمه الله ذرية صالحة مباركة نعتز بها أيما اعتزاز.
وعرف بأخلاقه الفاضلة من نبل وشهامة وتواضع وصبر وأناة ووفاء وحب للخير، وهو صاحب كرم مشهود وتوفيق خاص..
ربط علاقات حب وتقدير مع كل التجانيين في موريتانيا.. لذلك شكلت وفاته بالنسبة لهم مصيبة عظيمة وقد تداعوا فور سماعهم بالخبر إلى منزل سيدي البشير بن سيدي علال بتفرغ زينة في انواكشوط، بقلوب تخشع وعيون تدمع وهم يرددون قوله تعالى: "إنا لله وإنا إليه راجعون"..
وقام سيدي البشير بتنسيق أمور تجهيز الجنازة ونقلها إلى عين ماض وإلى جانبه أبناء الشيخ التجاني الموجودين في انواكشوط ومقدمو الطوائف التجانية بموريتانيا..
وقد جرى الغسل في منزل سيدي البشير، بينما جرت الصلاة بمسجد النور في حي السبخة بحضور آلاف المصلين.. وأم الصلاة العلامة اباه بن عبد الله.
وتكفلت السفارة الجزائرية مشكورة في انواكشوط بنقل الجثمان والوفد المشيع له؛ عبر رحلة الخطوط الجزائرية ليلة الخميس 7 فبراير 2013.. وقد أشرف سعادة السفير الجزائري على ذلك بنفسه وهو ما يبرز اهتمام السلطات الجزائرية بالتجانية والتجانيين .
 ورافق الجنازة من أبناء الشيخ التجاني:
-          سيدي البشير بن سيدي علال منسق الرحلة ومؤطرها إلى جانب سيدي علال بن سيدي البشير بن سيدي احمد الشايب.. وكذلك سيدي زين العابدين ولد سيدي حم السيد احمد ، وكذلك سيدي عمار ولد المرحوم سيدي البودالي..
أما الوفد الموريتاني فقد ضم السادة:
-          محمد بن الشيخ عبد الله شيخ زاوية لمدن
-          الحاج ولد المشري شيخ زاوية معط مولانا
-          محمد الأمين بن بدي شيخ زاوية أهل بدي في النباغية
-          محمد ولد اباه ممثلا لزاوية أهل اباه في النباغية
-          التجاني احمد باه ممثلا لجماعة مام كان  
-          دحان ولد محمد الكوري نائبا عن أصهار المرحوم بودالي
-          محمد محمود ولد ابنو ممثلا لزاوية المحمدية
-          محمد الحافظ بن محم ممثلا لزاوية ببكر
-          الشيخ التجاني ولد الحاج ممثلا لزاوية معط مولانا
-          احمد محمود ولد انحوي ممثلا لزاوية باب الفتح
-          مولود فال ولد السيد ممثلا لزاوية تنبيعل 
-          لوط ولد حرم ممثلا لزاوية أهل ببان
-          محمد ولد عبد القادر ممثلا لزاوية أهل الشيخاني
-           صال تورى ابن الشيخ الحسن تورى نائب امام مسجد ب م د بنواكشوط
-          المان ببكر تال من جماعة مام كان
-          محمد يحي بن بدي من زاوية أهل بدي في النباغية
وقد التحق بالوفد في عين ماضى  السيد جمال ولد عبدو ولد احمد لتقديم التعازي.
حطت بنا الطائرة في مطار هواري بومدين بالجزائر في حدود الساعة الخامسة فجرا، واستقبلنا في قاعة الشرف من طرف وفد من أبناء الشيخ التجاني إلى جانب السلطات التي سهلت لنا كل الاجراءات وقدموا لنا الشاي، وهو ما أعاننا على تحمل ذلك البرد القارس، علاوة على تدفئة القاعة والسيارات.. وبعد أن صلينا الصبح في قاعة الشرف حملنا الجثمان إلى السيارة المخصصة له، وتوزع الوفد على سيارات أبناء الشيخ التجاني، وانطلق الموكب إلى عين ماضى والمطر يتهاطل والثلج يغطي عدة مناطق من الطريق..
وفي حدود الثانية بعد الزوال كان وصولنا إلى كوردان، حيث ضريح سيدي احمد عمار التجاني؛ وهي تبعد حوالي 12 كلم من عين ماضى، ووجدنا أمامنا الخليفة العام سيدي علي العرابي التجاني وإلى جانبه أبناء الشيخ التجاني وجماعة عين ماضى..
وتمت الصلاة من جديد على المغفور له سيدي محمد البودالي وثم دفنه في هذه المقبرة التي يوجد فيها عدد من الشرفاء أبناء الشيخ التجاني..
ومنذ دخلنا أجواء عين ماضى ونحن نحس بالطمأنينة والسكينة خاصة حينما اندمجنا مع أهل عين ماضى وهم يحملون النعش على الأكتاف ويذكرون الله ذكرا تخشع له القلوب مما يضفي على الموقف هيبة وجلالا..
بعد مراسم الدفن زرنا ضريح سيدي احمد عمار وتوجهنا إلى عين ماضى، حيث استقبلنا في الدار التي خصصت لضيافتنا خلال الأيام الأربعة التي قضيناها بالجزائر وهي دار أحد إخوة المرحوم بودالي الأفاضل..
أما المبيت وأوقات الراحة فقد وفروا لنا غرفا مريحة في فندق (إقامة عين ماضى) وهو فندق مجهز تجهيزا جيدا..
وفي أيام مقامنا كنا نتناول يوميا الفطور في منزل الخليفة العام سيدي علي العرابي ونسرح في مكتبته الغنية إلى أن يقترب الزوال..
وقد عثرت فيها على مجلدات مجلة "طريق الحق" التي كان يصدرها الشيخ محمد الحافظ بن سالم التجاني المصري وهي تحفة نادرة بالنسبة للتجانيين أصدرها هذا الشيخ الجليل سنة 1952 وواصلها بعده ابنه الشيخ احمد أطال الله بقاءه..
وخلال مقامنا في عين ماضى حضرنا دعوة لعشاء فاخر أقامتها أسرة الخليفة السابق الحاج سيدي محمد بحضور عدد من أفراد هذه الأسرة الكريمة يتقدمهم الشريف سيدي احميد بن سيدي محمد، وقد اعتذروا عن كبير الأبناء السيد/ محمد الذي يوجد في رحلة خارجية.. وودعونا بأناشيد مؤثرة..
كما حضرنا دعوة لغداء فاخر أقامته أسرة الخليفة الأسبق سيدي عبد الجبار يتقدمهم السيد احميده الذي حرص على إتحافنا بهدايا من التمور والزيت والعسل..
مدة مقامنا في عين ماضى كنا نؤدي الصلاة في المسجد الجامع في الخلافة العامة وكذلك نؤدي الوظيفة  مرتين بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر..
ونحضر درسا فقهيا وتوجيهيا كل ليلة في هذا المسجد قبل صلاة العشاء وقد حرص الخليفة العام على أن يتولى تقديم هذا الدرس منذ ليلتنا الثانية أحد المشايخ الموريتانيين؛ وهكذا فقد قدمه السيد/ محمد الامين بن بدي مرتين وقدمه السيد/ محمد بن الشيخ عبد الله في رابعة ليالينا بعين ماضى..
ليال أربعة قضيناها في عين ماض تمتعنا فيها بنفحات وبركات هذه البلدة الطيبة المباركة وتلقينا فيها من الإكرام والتبجيل ما كان له عميق الأثر في نفوسنا..
لم نكن نتوقع من أبناء الشيخ التجاني أن يخدمونا لأننا نحن المريدون الذين نتقرب إلى الله بخدمتهم ونعتز بها أيما اعتزاز.. ولكن الله أودع فيهم من الأخلاق الفاضلة ما جعلهم رمزا للكرم والسخاء والنبل والشهامة.."سيد القوم خادمهم " .
والحقيقة أنهم حرصوا كلهم على إكرامنا بكل صدق وعفوية بدءا بالخليفة العام سيدي علي العرابي الذي كان يتابع أمور هذه الرحلة بكل تفاصيلها ضمانا لراحتنا ونجاح زيارتنا؛ وعبر لنا عدة مرات عن إعجابه بالتجانيين في موريتانيا وما يلمسه فيهم من الصدق في الجناب التجاني.. وكان وفي كل مرة وبتواضعه الجم يجدد لنا الترحيب والدعاء جزاه الله عنا خيرا وعن كل التجانيين. وخلال وداعنا له بداره دعا لنا ولاهلنا ووطننا وسلم لكل واحد منا سبحة من النوع الثمين .
أما منسق الرحلة سيدي البشير التجاني فقد بدأ بإكرام ضيافتنا ونحن لا زلنا في داره بنواكشوط؛ فلم يشلغه تنظيم الرحلة عن العناية بكل الزوار الذين توافدوا على منزله..
وبقي خلال الرحلة إلى جانبنا مؤطرا ومرتبا لكل شؤون الزيارة؛ يساعده في ذلك ثلاثة من فتية أبناء الشيخ التجاني المقيمين في موريتانيا وهم: سيدي علال بن سيدي البشير  بن سيدي احمد الشايب، سيدي زين العابدين بن سيدي حم، سيدي عمار بن المرحوم محمد البودالي.
هؤلاء الشرفاء كانوا معنا مدة الرحلة وحرصوا كما حرص كل الشرفاء في عين ماضى جزاهم الله خيرا على أن يوفروا لنا كل أسباب الراحة ونجاح الزيارة..
ومنذ حللنا بأرض الجزائر الشقيقة أحطنا بكرم وأريحية أبناء شيخنا التجاني الذين استقبلونا في المطار وتنقلوا بنا في سياراتهم وأكرموا ضيافتنا في منازلهم ونذكر منهم إخوة المرحوم سيدي محمد البودالي: سيدي ابن سالم وسيدي الحسين وكذلك أبناء الخليفة سيدي علي العرابي: سيدي محمود.. وكذلك الشريفات الماجدات اللائي حرصن على أن يوفرن لنا الطعام المناسب كل بحسب نظامه الغذائي..
وبكلمة واحدة فإن سكان عين ماضى وخاصة الشرفاء، أكرمونا إكراما بالغا خلال هذه الزيارة.. وقد عبرنا لهم عدة مرات عن إحراجنا من خدمة أبناء الشيخ التجاني لنا فنحن أولى بخدمتهم حيث أننا نتقرب إلى الله بها؛ فكانوا يقولون لنا: "نحن تربينا على خدمة ضيوف عين ماضى خاصة من إخواننا التجانيين".. وفعلا لم يألوا جهدا في إكرامنا أكرمهم الله وجزاهم عنا كل خير ونرجو من الله أن يوفقنا لخدمتهم وإكرامهم خدمة لشيخنا وممدنا الشيخ التجاني رضي الله عنه..
محمد الحافظ بن محم
مارس 2013

2 التعليقات:

  1. مقال أكثر من رائع من قرأه وتتبعه يتصور له أنه ذهب في الرحلة وزار تلك الآثار وشرب من تلك الكؤوس الربانية ، فقد استحدم فيه الأستاذ المنهج الوصفي للأحداث، فجزى الله عنا أستاثنا محمد الحافظ ولد محم أحسن الجزاء .الشيخ باي السلك/المغرب

    ردحذف
  2. جزاك الله خايرا . ما زال السر التجاني يسري في أبنائه الى يوم الدين الشرفاء الافاضل.......

    ردحذف