Ads 468x60px

أقسام المدونة

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

الأولياء أبواب الله والولاية منة تقدمتها خدمة


جمع العلامة (بدي بن سيدينا) المتوفي 1264هـ في مقدمة كتابه "نزهة المستمع واللافظ في مناقب الشيخ محمد الحافظ" أقوال العلماء والمشايخ عن الولاية والأولياء، فنقل عن العلامة محمد سعيد اليدالي (ت 1166هـ) إن الولاية لغة مصدر ولي الشيء الذي يليه إذا تولاه وحاذاه، واصطلاحا قال ابن حجر الهيثمي (ت 973هـ): الولاية شيء يلقى في قلب الولي على سبيل الإلهام.. والإلهام شيء يلقى في القلب يثلج له الصدر وفي الحديث "إن في أمتي محدثين -بالفتح- وملهمين ومنهم عمر"..
وقال العياشي: "الولاية منة تقدمتها خدمة".
وسئل شيخنا سيدي احمد التجاني عن حقيقة الولاية فأجاب: الولاية عامة وخاصة فالعامة من آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام والخاصة من سيد الوجود صلى الله عليه وسلم إلى الختم.
وحقيقة الولي هو العارف بالله.        
والأولياء يمكن أن يعطيهم الله تعالى من العلوم التي لا يعلمها إلا هو ولكن لم يظهرها الله تعالى لخلقه، ولو بثوها لبادر الناس إلى الإنكار عليهم، قال زين العابدين بن الحسين بن علي كرم الله وجهه:
يا رب جوهر علم لو أبوح به          لقيل لي انت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي         يرون أقبح ما يأتونه حسنا
*ولي الله ريحان في الأرض*
وحكى ابن حجر عن ابن عرفه (ت 803هـ) الإجماع على أن علم الشرائع لا يكون إلا بقصد التعليم وأما الذي يعلمه لأوليائه فالإلهامات والأنوار والمعارف التي لا يمكن أن تحصل بسبب كسب بل محض فضل الله تعالى ومنه.
وقال يحي بن معاذ (ت 258هـ): ولي الله ريحان في الأرض فإذا شمه المريدون وصلت رائحته إلى قلوبهم فيشتاقون إلى ربهم، وقال صلى الله عليه وسلم: النظر إلى الولي عبادة.
وقال زروق (ت 899هـ): ومما يدل على أن رؤية الولي تزيد في نور المعرفة وغيرها قول أنس رضي الله عنه: ما نفضنا التراب من أيدينا في دفن النبي صلى الله عليه وسلم حتى وجدنا النقص في قلوبنا.
وبالجملة فالأولياء أبواب الله ومعرفتهم مفتاح تلك الأبواب وأسنان ذلك المفتاح حفظ الأدب وحسن الخدمة والرحمة، فمن عاملهم بذلك فتح له وإلا فهو على خطر.
وقال سفيان بن عيينة (ت 198هـ): عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة.
وقال سفيان الثوري (ت 161هـ): إن لم نكن صالحين فإننا نحب الصالحين.
وعن أبي يزيد البسطامي (ت 261هـ) إن لم تكن من أولياء الله فتحبب إليهم فإنه ينظر إلى قلوبهم فلعله يراك في قلوبهم فيلحقك بهم.
وقال الكرماني: ما تعبد متعبد بأكثر من التحبب لأولياء الله تعالى، وصحبة أولياء الله تعالى دليل على محبة الله تعالى.
وكان العز (عز الدين بن عبد السلام –عاش في القرن السابع الهجري-) يبالغ في تعظيم الصوفية وقال: ما عرفت الدين الكامل إلا بعد اجتماعي بأبي الحسن الشاذلي (عاش في القرن السابع الهجري).
ونقل عن حجة الإسلام الغزالي (ت 505هـ) انه قال لما اجتمع بشيخه: ضيعنا أعمارنا في البطالة، يعني بالنسبة إلى ما فاته من أحوال الطريقة .
وقال الشيخ داوود بن ماخلا: العالم الرباني في الوجود كالقلب والوجود له كالجوف وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ولو أن المدد الحقيقي ورد في هذا العالم من عارفين على السواء لسرى في قلوب الآخذين بالشرك الخفي، قال الشعراني: مراده أن المرتبة في كل عصر تجري لواحد في نفس الأمر والزائد أعوان له والله تعالى أعلم. نقله اليدالي عن الملالي رحمهما الله.
*النظر إلى أولياء الله عبادة*
ونظرة الولي إن حصلت للطالب على سبيل المحبة أغنته بإذن الله ورفعته قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه أن السلحفاة تبيض وتجلس في البعد من ولدها وتربيه بالنظر إليه، وإذا كانت السلحفاة تربي أولادها بالنظر إليهم فكيف لا يربي الشيخ أولاده بالنظر؟ وشتان بين النظرين..
دخل أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال: متى الساعة يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ما أعددت لها يا أعرابي؟ قال: حب لله ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب فما فرح الصحابة بشيء مثل فرحهم بذلك..
إذا أحببت _يا أخي_ أولياء الله كنت معهم ولو لم تكن في مقامهم.. ولا تكن معهم حتى تذعن لهم بظاهرك وباطنك وتنكسر لهم في سرك وعلانيتك فمن ظفر بذلك فقد ظفر بالغنيمة الباردة وتتجدد له في كل حين من اشراف بواطنهم فائدة وأي فائدة!
*مراتب أولياء الله*
ونقل ابوبكر المطواعي (ت 371هـ) عن أحمد بن محمد العابد حوار بينه مع الخضر عليه السلام في مسجد بيت المقدس قال فيه: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت الأرض فقالت إلهي وسيدي ومولاي بقيت لا يمشي علي نبي إلى يوم القيامة، فأوحى الله تبارك وتعالى إليها سأجعل على ظهرك من هذه الأمة من قلوبهم على قلوب الأنبياء لا أخليك منهم إلى يوم القيامة، قلت وكم هم؟ قال: ثلاثمائة وهم الأولياء وسبعون وهم النجباء، وأربعون وهم الأوتاد، وعشرون وهم النقباء، وسبعة وهم العرفاء وثلاثة وهم المختارون، وواحد وهو الغوث، فإذا مات نقل من الثلاثة واحد وجعل الغوث ثم نقل من السبعة إلى الثلاثة ومن العشرين إلى السبعة ومن الأربعين إلى العشرين ومن السبعين إلى الأربعين ومن الثلاثمائة إلى السبعين، ومن سائر الخلق إلى الثلاثمائة وهكذا إلى أن ينفخ في الصور.
وقال اليدالي بشأن فضل الأولياء وأما ما قيل في تفضيلهم على العلماء فقد صرح القشيري في رسالته والغزالي والاستاذ والعز ابن عبد السلام أن أولياء الله أفضل من العلماء.. وقال العز: "العارفون بالله أفضل من العارفين بالفروع والأصول؛ لأن العلم يشرف بشرف معلومه وثمرته، والعلم بالله وبصفاته أفضل من كل معلوم من جهة أن متعلقه أفضل وأشرف المعلومات وأكملها".
حجة من يرجح الصوفية                 على سواهم حجة قوية
هم أتبع الناس لخير الناس              وسائر الأنام والأناس
ونقل عن الامام أحمد أنه كان يحث ولده على الاجتماع بصوفية زمانه ويقول: بلغوا في الإخلاص مقاما لم نبلغه..
وتفضيل الولي على العالم في حق كل واحد منهما وحده وأما الجامع بين الولاية والعلم فهو أفضل منهما وهو الصديق ولا رتبة فوق رتبته إلا النبوءة.
*حكايات الصالحين جند من جنود الله*
وبذكر الصالحين ونشر محاسنهم تتنزل الرحمات.. وقال صلى الله عليه وسلم: "ذكر الصالحين كفارة الذنوب".. وحكايات الصالحين جند من جنود الله يقوي بها أبدان المريدين.
أسرد حديث الصالحين وسمهم               فبذكرهم تتنزل الرحمات
واحضر مجالسهم تنل بركاتهم               وقبورهم زرها إذا ما ماتوا
قال الشاذلي: ما رأيت للقلب أنفع من ذكر الصالحين.
وقال أبو حامد الغزالي: وإذا تعذرت رؤيتهم ومصاحبتهم فلا شيء أنفع للنفس من سماع أحوالهم ومطالعة أخبارهم وما كانوا عليه من الجد في العبادة وقد انقضى تعبهم وبقي ثوابهم ونعيمهم أبد الآباد، فما أعظم ملكهم وأشد حسرة من لم يقتد بهم.
وخلاصة القول أن الولاية منة تقدمتها خدمة وحقيقة الولي هو العارف بالله، وعلوم الأولياء هي الإلهامات والمعارف والأنوار التي يعطيها الله لعبده بمحض فضله.. والنظر إلى الولي عبادة، وعند ذكرهم تتنزل الرحمات، وصحبتهم دليل على محبة الله، ومن أحبهم كان معهم، والأولياء بحسب مراتبهم باقون على وجه الأرض إلى أن ينفخ في الصور، وحجة تفضيل الأولياء على غيرهم من العلماء حجة قوية.. وذكر الصالحين كفارة الذنوب وحكاياتهم جند من جنود الله..
رزقنا الله أعظم حظ من صحبة أولياء الله ومحبتهم والصدق في جنابهم..
تلخيص: محمد الحافظ بن محم

0 التعليقات:

إرسال تعليق