Ads 468x60px

أقسام المدونة

الخميس، 26 يوليو 2012

شاهد من أهل الشعب: 1977 تحسن في الشكل والمضمون

 (الحلقة السادسة)
* ظهور صفحة إسلامية أسبوعية
* جدل حول أصل الموسيقي الموريتانية
كانت سنة 1977 من أصعب سنوات حرب الصحراء التي خاضتها موريتانيا في الفترة مابين دجمبر 1975 ويوليو1978، فقد شهدت هذه السنة (سنة 1977) تطورا نوعيا  في الحرب من خلال الاعتداء على ازويرات واحتجاز رهائن أجانب وتعرض السكة الحديدة لعدة عمليات وهو ما يعني توقف رئة الاقتصاد الوطني في ذلك الوقت (مناجم الجديد).
ولم تشهد هذه السنة انطلاقة أي مشروع جديد، واستحوذ المجهود الحربي على موارد الدولة و أصبح المواطن العادي يعيش ثقل الحرب، خاصة بعد أن تعرضت عدة مدن في البلاد لاعتداءات ..
على الرغم من هذه الظروف الصعبة فقد واصلت جريدة (الشعب) تطورها وان ببطء.


*زيادة في الحجم وتحسن في التوزيع
وهكذا فقد ازداد عدد صفحات جريدة "الشعب" ابتداء من العدد الصادر من 3 يناير 1977 ليصل إلى (8) صفحات بدل (6) صفحات، وهو ما زاد من فرص  الإنتاج حيث تم "فك الارتباط" بين (التحقيقات) و (المعالجات) وأصبح لكل منهما صفحته اليومية الخاصة بعد أن كانا (يتناوبان) على صفحة واحدة.
وبعد حوالي ستة أشهر أي  في الـ 9 يونيو 1977 شهدت (الشعب) زيادة أخرى لكن هذه المرة في حجم الصفحات التي ازدادت بعدة سنتمترات طولا وعرضا، وهو ما يعطي فرصا أفضل لتحسين الإخراج ويقلل من إحالة (بقايا) لصفحات أخرى، وهى إحالات تربك القراء عادة.
وللمرة الأولى والأخيرة _حسب علمي_ خلدت جريدة (الشعب) ذكرى انطلاقتها بعدد خاص جمعت له  الإعلانات واستخدمت فيه الألوان كما هو حال الأعداد الخاصة التي تصدر في المناسبات الوطنية الكبرى كذكرى الاستقلال الوطني .
ففي فاتح يوليو 1977 أصدرت (الشعب) عددا خاصا بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاقتها، تميز بالتلوين والإعلانات.. ولم تتجاوز صفحاته(8) صفحات، وكتب مدير الشركة الوطنية للصحافة والنشر آنذاك السيد/محمد ولد بابته افتتاحية في هذا العدد قال فيها (لقد جرت العادة منذ السنة الماضية أن نحتفل بفاتح يوليو كعيد للصحافة وساق مبررات ذلك. وأشار إلى زيادة حجم الشعب وارتفاع عدد صفحاتها وتحسن توزيعها، وختم افتتاحيته قائلا (إن قراء الشعب في وضع يمكنهم من قياس طول المسافة التي قطعناها على طريق الإعلام المسؤول، وقد قام بهذا العمل رجال يختفون تحت الظل منذ سنتين وسيواصلون العمل مع من التحق بهم في هذه المسيرة الطويلة والتي تشبه مسيرة شعبنا باتجاه التقدم والسعادة)
ولئن كانت هذه هي المرة الوحيدة التي صدر فيها عدد خاص بمناسبة هذه الذكرى فإن ذلك  لا يعني أن جريدة (الشعب)  لم تخلد ذكرى ميلادها فيما بعد، بل لقد دأبت على إحياء هذه المناسبة بملاحق أو صفحات خاصة أو بمقال على الأقل وذلك بحسب قناعة القائمين على هذه الجريدة في كل مرة .
*أعداد خاصة
وبناء على ذكر الأعداد الخاصة فقد أصدرت (الشعب) خلال سنة 1977 عدة أعداد خاصة: أولها كان في الـ 24 فبراير بمناسبة الذكرى الأولى لعيد الوحدة الوطنية وهي ذكرى خروج اسبانيا نهائيا من الصحراء الغربية، وقع هذا العدد في (24) صفحة واستخدمت فيه الألوان وتميز بخطاب لرئيس الجمهورية بهذه المناسبة .
أما العدد الخاص الثانى لهذه السنة فقد صدر في الـ 9 يونيو وخصص  لتخليد الذكرى الأولى للعيد الوطني للقوات المسلحة، ففي مثل هذا اليوم وقبل سنة (9 يونيو1976) صدت قوات المسلحة هجوما على نواكشوط وحققت فيه انتصارا ساحقا على المهاجمين .
وحوي هذا العدد الخاص مقابلة مع العقيد/ احمد ولد بوسيف رئيس قيادة الجيش الوطني ونبذة عن حياة بعض الضباط والجنود الذين استشهدوا في الحرب.
وفي فاتح يوليو صدر العدد الخاص بذكرى انطلاقة جريدة الشعب .
وفى الـ 28 نوفمبر صدر العدد الخاص بالاستقلال الوطني.. من (16) صفحة فيها التلوين والإعلانات، وعنوان افتتاحية هذا العدد (إلى المستقبل بثقة وتفاؤل) .
وفى الـ 31 دجمبر صدر عدد خاص بمناسبة ذكرى ميلاد حزب الشعب الموريتاني، وهو عدد ملون من (16) صفحة.
تغييرات في الإدارة والوزارة
وفى نطاق التغييرات على مستوى الأشخاص  فقد شهدت سنة 1977 إبدال المدير المؤسس لجريدة الشعب السيد/ محمد يحظيه ولد العاقب بمدير جديد هو السيد/ محمد ولد بابته الذي تولى إدارة التحرير في دجمبر 1976 وأصبح مديرا  للمؤسسة في فاتح فبراير 1977. ولم يعين هذا المدير مديرا للتحرير خلال فترته.
وتولى وزارة الإعلام  خلال النصف الأول من سنة 1977 السيد/ با ما مادو الحسن الذي نشرت له افتتاحية في جريدة (الشعب) موقعة باسمه ومنصبه وذلك في الـ 9 مايو 1977 حول الاعتداء على ازويرات..
وحسب علمي فهذه هي الافتتاحية الوحيدة التي نشرتها الشعب موقعة باسم وزير الإعلام وذلك من بين الـ (36) وزيرا الذين تعاقبوا على هذه الوزارة منذ يوليو 1975  وحتى يوليو 2011 (انظر اللائحة المرفقة)..
وفي الـ 5 اغشت 1977  عين السيد/ محمد الحافظ بن انحوي وزيرا جديدا  للإعلام ومفوضا سياسيا مكلفا بالمعهد الوطني للتهذيب والدراسات..
*جدل كبير حول أصل الموسيقي وقطيعة بين الفنانين ودار الشباب
خلال سنة 1977 شهدت صفحات (الشعب) جدلا كبيرا حول قضيتين الأولى هي: مقاطعة الفنانين لدار الشباب بتهمة سوء معاملة إدارة هذه المؤسسة  للفنانين.. وقام رئيس التحرير الأستاذ الخليل النحوي بطرح الموضوع وتقديم حجج كافة الأطراف، وذلك من خلال تحقيق نشر في خمس حلقات من 31 يناير إلى 3 فبراير 1977.
انفجرت هذه الأزمة حينما قام مركز تكوين وإنعاش الشباب المسؤول عن دار الشباب بزيادة تعويض السهرات الفنية من ( 10.000 ) أوقية إلى ( 15.000) أوقية وطالب كذلك بالحصول على 5 % من ريع كل سهرة، رفض الفنانون الذين كانوا يحيون حوالي 20 سهرة للشهر هذه الزيادات التي اعتبروها مجحفة وقاطعوا القاعة التي كانت يومئذ هي الوحيدة الملائمة للسهرات في نواكشوط .
تعقدت المشكلة حينما اتهم المركز الفنانين بأنهم أثاروا هذه الزوبعة لنفورهم من قواعد النظام والانضباط وانه سيلزمهم بتعويض ما فسد في القاعة، وسيشرف على التذاكر حتى لا يزيد عدد المتفرجين عن عدد المقاعد، وانه لن يتعامل معهم إلا عن طريق منظمة معترف بها .
وتمكنت "الشعب" من طرح كل جوانب الموضوع وحاورت وجها لوجه الحاج شبرنو مدير مركز تكوين وإنعاش الشباب حينها والفنان سيداتى ولد آب رئيس رابطة الفنانين الموريتانيين، وقد اتهم المركز "الشعب" بالانحياز للفنانين وهو ما ردت عليه "الشعب" بأنها لم تزد على أن نقلت بموضوعية كل الآراء ووجهات النظر بحثا عن الحقيقة.
أما القضية الثانية فقد أثارها مقال نشر للسيد/ اسلم ولد عبد القادر تحت عنوان (الموسيقى الموريتانية ليست عربية) هذا المقال نشر أصلا في (الشعب) الفرنسية وترجمه إلى العربية المرحوم احمد السباعي وأبدع في ترجمته كما هي عادته.
أثار هذا المقال الذي نشر يوم 11 يوليو 1977 ردود فعل غاضبة.. ومن أكثر الردود حدة  مقال للمرحوم فاضل أمين الذي يعمل يومئذ بالإذاعة الوطنية  ومقال للأديب الكبير محمد الحافظ بن احمدو الذي كان في ذلك الوقت من ابرز المنتجين بجريدة (الشعب) .
ودافع السيد/ اسلم ولد عبد القادر عن وجهة نظره في مقال آخر نشر يوم 21 يوليو 1977 تحت عنوان (الموسيقي البيضانية لم توجد بشكلها الحالي قبل القرن الـ(17) خصصه للرد على الأديب محمد الحافظ  بن احمدو.
وللأمانة التاريخية فإن السيد/ اسلم ولد عبد القادر الذي يعد حاليا من ابرز الإداريين الموريتانيين، لم يوقع مقاليه باسمه كاملا وإنما وقعهما بالأحرف الأولى من اسمه (ع.ق.ا) والذين ردوا عليه ذكروه بهذه الحروف فقط ولكنني كشاهد على تلك الفترة وكواحد من الكتاب الذين كتبوا ردودا على المقال الأول، اعرف أن الكاتب هو السيد/ اسلم ولد عبد القادر وأن التعتيم على اسمه بعد (33) سنة لم يعد واردا، ولا اعتقد أن لديه أي حرج في ذلك .

*انطلاقة الصفحة الإسلامية
وشهدت سنة1977  انطلاقة أول صفحة إسلامية  في جريدة الشعب كتب في تروستها كل جمعة(إن الدين عند الله الإسلام) يكتبها الأستاذ الفاضل محمد بن الشيخ عبد الله الذي لم تخل جريدة (الشعب) منذ انطلاقتها من مقالاته الإسلامية المتميزة بأسلوبه الشيق والممتع وحججه البالغة.
ونشرت أولى هذه الصفحات الأسبوعية المنتظمة يوم 18 فبراير 1977 وعنوان أول مقال  نشر فيها بقلم الأستاذ محمد بن الشيخ عبد الله هو (المشيخة والتلمذة طريقة إسلامية من وحي القرءان العظيم).. وتناوب على كتابة هذه الصفحة مع الأستاذ محمد بن الشيخ عبد الله المرحوم محمدي بن خيري. وفي الأشهر الأخيرة من سنة 1977 اختفت تروسة الصفحة الإسلامية واستمرت (الشعب) في نشر مقالات هذين الكاتبين الإسلاميين دون تخصيص يوم معين لذلك .
*أركان وزوايا وإنتاج متنوع
خلال سنة 1977 ظهرت في (الشعب) أركان أسبوعية جديدة منها: ركن (همسة في  أذنك) الذي كان يكتبه الأستاذ محمد بن الشيخ عبد الله، وركن ( ماذا يعجبك) الذي كنت اكتبه،  وركن (خواطر صغيرة) للسيد محمد حرم بن محفوظ، وركن (أصداء القانون) لضابط الشرطة السيد عبد القادر بن احمد، و(عين في المدينة)  للسيد/ محمذن بن المين ، و(منبر المحرر) للمرحوم احمد السباعي،  و(موسوعة الشعب) للسيد محمد الأمين بن سيدي وغير ذلك من الأركان...
ومن خلال مجلدات (الشعب) سنة 1977 يظهر حجم الإنتاج وأهميته وقد حاولت رصد أسماء الكتاب والصحفيين الذين ظهرت توقيعاتهم في الشعب خلال هذه السنة.
وبالنسبة للإنتاج المنشور لي شخصيا خلال هذه السنة، فقد ابتدأ بركن (ماذا يعجبك) الأسبوعي، وملف نشر على(4) حلقات حول تنظيم النسل تحت عنوان (الإسلام مع من ينظمون أسرهم بالوسائل المأمونة) ، وقد نشرت  لي (15) حلقة من ركن (ماذا يعجبك) و(4) حلقات من ركن (ملاحظة)، وأجريت مقابلات مع الأمينين العامين لقسمي حزب الشعب في اركيز وبتلميت، وكذلك مع  مدير الثروة الحيوانية، ومدير المركز الوطني للبحوث البيطرية.
وساهمت بمقال مطول في الجدل الذي عرفته صفحات "الشعب" حول أصل الموسيقي الموريتانية، ودافعت عن المفكر المصري مصطفى محمود،  وختمت إنتاج هذه السنة ختام مسك ب(10) حلقات حول رحلة الحج إلى بيت الله الحرام حيث من الله على بأداء هذه الفريضة ضمن البعثة الإعلامية المكلفة بتغطية موسم الحج لسنة 1397هـ (1977)
ولى وقفة خاصة مع هذه الرحلة المباركة

0 التعليقات:

إرسال تعليق